الأحد، 14 فبراير 2010

فى حضرة الكبار




وسط تردد بعد قرأة خبر زيارة الغيطانى وشلبي واصلان لمعرض الكتاب بجناح الشروق واللقاء المفتوح بينهم وبين الجمهور للتوقيع , قررت ان اكون ضمن الحاضرين الحائزين على توقيعات الاساتذة .
فى جناح دار الشروق وقفت فوجدت امامى اعظم كتاب وادباء مصر فى العصر الذى نحياه فانا ارى الغيطانى والكفراوى واصلان وخيري شلبي .
كنت قررت ان اذهب اولا الى الغيطانى بحكم انه اكثر من قرأت له وسط الحضور لكنى وجدت الزحام حوله يتزايد ونظرت الي يمينى فوجدت الرجل المسن ذو الشعر الابيض الاشعث والنظارة الطبية التى تحجب خلفها عينان رأت وقرأت وتقلبت فى حيوات ثرية بالحس والتطلعات والمعرفة وفضحتنى روايته التى كانت فى يدي (( زهرة الخشخاش )) , ارتبكت للحظة , انى انتظر الغيطانى وعيني فجأة وقعت على عين عم خيري ورأى روايته فى يدي فنظر لى مبتسما فى ود وترحاب , ذهبت اليه وكلى مشاعر مختلفة فماذا اقول له , ايكفى ان اطلب منه توقيع ثم ارحل هل اقول له انى من اشد المعجبين , كل هذا دار فى خاطرى لثوانى , مسافة ان نظر لى مبتسما الى ان شرعت اليه , اعطيته الرواية لكى يوقع عليها بعد ان صافحته وضغط على يده بعض الشئ محاولا ان ارسل له بعض ما يجول فى خاطرى فكانت اول كلماته سؤال عن اسمى لكي يكتب لى الاهداء ,
جاوبته بأن اسمى كريم الرواى , فنظر الى وضحك وقال لى سائلا مداعبا , ( على كدة احنا اقارب ) للوهلة الاولى لم افهم مقصده , اهو ينتمى الى عائلى الرواى , ام بسبب ان بطل روايته التى يكتب لى الاهداء عليها اسمه بهاء الراوى , ام يرمى الى انه روائى وينتمى الى الرواه بشكل عام , شعرت ان الاخيرة هى الاقرب الى الواقع وبالفعل كان هذا , فقلت له ( هذا شرف كبير لى يافندم وبالفعل انا لى بعض المحاولات فى القصة والخاطرة فأبتسم لى مرة اخرى , وبدأ فى الاهداء الذى كان رقيق حقا فكتب لى (( إلى ولدى العزيز كريم الراوى لعله ينضم الى قبيلة الرواه على الورق مع حبي واعزازى )) ثم توقيعه ,,
ثم كان الاستاذ ابراهيم اصلان الذى لم اكن قرأت له اى شئ وكانت كل علاقتى به هو الكتاب الذى اشتريته قبل ايام ولم ابدأ فيه بعد وهو (شئ من هذا القبيل) لكن كان لأصلان طلة خاصة حيث ابتسامته الدائمة وشعره الكثيف الذى يتوارى فيه بعض الخصيلات السوداء من هجوم الزمن بجنوده من الشيب الذى احتل رأسه ,
وشاربه الثقيل جدا ونظارته الرقيقة ,, ويده المرعوشة التى احتضنتها بكلتا يدايا واقتربت منه لاقول له انه قيمة وقامة عظيمة فى ادبنا المعاصر فسألنى عن اسمى ايضا فقلته له , فكتب لى اهداء رائع , وروعته عندى كانت بسبب رعشة يده الدائمة وصعوبة مسكه للقلم , فشعرت وهو يكتب الاهداء اننى احوز بشئ خاص جدا وان التوقيع هذا يحمل معنى عميق فى نفسي ..
وجاء دورى لكى اذهب الى الغيطانى اول من رتبت للقائه واخر ما وقّع لى بعدما اصابتنى نظرة عم خيرى شلبى , كان معى له العديد من الكتب لكى يوقع لى عليها , فها انا اقف امام سلطان الرواية العربية واحد من اقطاب الصوفية الذى تنكر فى زى معاصر , لكنى صدمت بخجله الذى الجم لسانى كثيراً , فالخجل ليس ببعيد من مكنونى انما هو جزء متأصل فى شخصيتى احاول التغلب عليه ان وجدت الرحابة فى من امامى لكن مع صمت الغيطانى وهدؤه الجم حتى الواضح فى اهدائه الذى لا يزيد عن ثلاث كلمات , آثرت السكوت ولم اقل الا اننى من عشاق قلمك وان لى بعض المحاولات فى القصة القصيرة فرد قائلا مكتبي فى اخبار اليوم مفتوح لك , فطلبت منه ان تؤخذ لنا صورة سويا فقام من كرسيه مرحبا ووقف بجوارى او وقفت بجواره والتُقطت الصورة , وكنت افكر فى تلك اللحظة هل يعلم الغيطانى كم من اوقات انفقتها وانا اقرأ له , كم من مرة عشت فى شخصياته وحول تراثه فى البنيان والتاريخ والفلكلور العربي , اننى ذهبت اليه ومشيت ولم ازداد شيئاً ,هل كنت اتوقع ان بمجرد مصافحته وبمجرد ان تتلامس الاكفف ان تصيبنى شئ من عبقريته ومخزونه الثقافى ,

بالطبع لم افكر فى هذا لكن جل ما دار فى ذهنى ان اذهب للاساتذة , وبالفعل فعلت , وبعدها تجولت فى المكتبة قليلا بين الكتب واشتريت بعضها ثم لاح لى ان اطب من عم خيري شلبي صورة وقد شجعنى ذلك تودده لى وابتسامته التى تجعلك تشعر بأنه قريب منك وانه ينتظر منك اى كلمة لكى يرد ويفتح حوار , ذهبت اليه قائلا ( انا يا عم خيرى بكتب وكنت اتمنى ان اتواصل معك لكى اسمع رأيك ) فقال لى بود ( يا راوى انا مش بنزل من بيتنا نهائي دول جابونى النهارده بالعافية , على العموم هذا رقمى واطلبنى فى اى وقت ) ثم طلبت منه الصورة فرحب بالفكرة , كان الاستاذ خيرى شلبى اكثرهم بشاشة وود , وعلى الاقل هذا ماشعرت به.
عموما كان لقاء رائع وسعدت به جدا وشرفت بالصورتان.


كـريم الـراوى

هناك تعليقان (2):

  1. مقال ممتاز يا كريم
    قرأته في اليوم السابع
    فرصة رائعة رؤية هؤلاء الأدباء الكبار عن قرب

    استمتعت بالمدونة جدا
    تحياتي يا صديقي

    ردحذف
  2. شكرا يا مصطفى
    وبالفعل كانت فرصة رائعة ان ترى هؤلاء العظماء
    وتتحسس انسانيتهم بعيد عن الورق
    شكرا لك على الرد والمتابعة يا صديقى

    ردحذف