الأحد، 20 ديسمبر 2009

أنظر خلفك فهناك بعض المستقبل

الدعوة الى الانتماء فى بلادنا اصبحت مملة و تكاد تكون مصطنعة من قبل بعض الرجال الذين افنوا حياتهم فى تضييع حياة شعوبهم . ان الانتماء و الوطنية ليست كلمة و لا ظاهرة كما يفسرها البعض عند وقوع حدث معين . ان الانتماء شعور داخلى جدا يصاحبه حب و ضجر و ثورة و رياء و عنف . فالانتماء لا يلقن و لكنه بالتأمل و الاحساس و الفطرة .
جميعنا ينتمى الي بلده و فخور به و دائم الاحاديث عن امجاد سابقة لكن كثير منا منتظر طائرة تقلع به من بلاد الظلم و القهر الى بلاد العدل و النظام و الحرية .
لا تلمنى على هذه الرغبة فأنا اريد البقاء , اريد الحياه , اريد ان ارى اولادى يعيشون حياه سوية فى مجتمع راق يؤهلهم ان يكونوا افراد صالحين , فكل ما اريده هى بيئة صالحة نقية طاهرة تفرز اجيال متحابة متفتحة ذات طموح.

و لكن و آسفاه فكل ما احلم به ليس فى وطنى ليس فى ارضى التى انتمى اليها بكل جارحة في .
فكيف أريد ان ارى اطفالى افراد صالحين فى بيئة فاسدة فى مجتمع يحترم الراشي و المرتشي فى بلد تحترم اللص و تقدره و وسط شعب قدس الجهل و الرجعية حتى كاد يعبدهما من دون الله .

مجتمع نسي قيمه و افكاره و أسقط العدل فباتت البغائض هى القاعدة و الاخلاق استثناء , تتعجب عندما تسمع عنها .
مجتمع اظنه يحتضر منذ عقود و اصبح جسد صالح للبكتريا و العفن و الميكروبات , مجتمع ترك هويته على حدوده و أتقن فى أن يطمس حضارته و تراثه و يتأمر على نفسه ليهزمها فينتصر غيره !!
كل هذا فى وطنى الحبيب الطاهر الذى تكالب عليه الافاقين من داخله و خارجه ليجعله منه مسخ ليصبح بعد سنوات بلد آخر . ليصبح بلد حكامه من اهله ,و لا يجيدون لغتهم , و شعبهم قابع تحت الفقر و الظلم و المخدرات و الجهل المبارك الذى اراحهم من هم التفكير . فكل ذنبي اننى اريد ان احيا كأنسان, و هل هذا من ذنب ؟؟؟
فى بلادنا نعم انه ذنب و خطيئة من اكبر الكبائر , إلا اذا كنت اقصد بكلمة انسان معنى آخر غير المتعارف عليه بين شعوب الارض .

ان هذه ليست دعوة لهجرة اوطاننا لكنها خاطرة لنا نحن من عشقنا اوطاننا حتى الثمالة . نعم نعشقه , انه فاسد و ظالم و جاحد و لكنى عن نفسي عاشق له . فأن بلادى ليست اجمل بلاد العالم و لا اكثرها تقدما كما ان امى ليست اجمل امرأة فى العالم و لا اكثر النساء علما و معرفة و لكنها عندى ملكة النساء ام الجميع , فبلدى ايضا كذلك أحبها من كل قلبي و ألعن ظلمها ايضا من كل قلبى .

احب شعبها الودود الحميم و اكره جهله و رجعيته العقيمة . و عندما افحصت النظر باحثا بين هذا الشعب عن أناس شعروا بما شعرت به و رغبوا فى احلامى و جدت أناس اخرين غيرى , اخرين جداا, حيث اصبح الاختلاف بيننا واضح جدا يصرخ فى وجهى, أهؤلاء هم اصحاب طموح فى تلك البلد؟؟ , كيف ؟؟ كيف و هم يتكلموا كلام بعيد عن افكارنا وتراثنا, كيف و هم يذكرون فى احاديثهم اسماء لا يستطيع العامة من شعوبهم الذين يتكلمون عنهم ان ينطقها حتى؟؟ , كيف وهم يرتدون ملابسهم و عليها صور لرجل اجنبي عنا , كل ما فيه وما يقوله ليس فينا وليس عنا ..

ان كل هذه ليست افترائات على ثقافة اخرين,, و لكنها ثقافة اخرين لا تصلح لنا نحن فلكل شعب نظام خاص به جدا و فكر تأصل منذ الاف السنين و لا تستطيع انت او غيرك ان تمحوا حضارة رست جذورها قبل الميلاد .

ان النظام ليس نظام واحد و لكنه عدة انظمة و الحق ليس حق واحد ولكنه عدة حقوق و الحضارات ليست حضارة واحدة ولكنها عدة حضارات فأنت لا تستطيع ايا من كنت ان تجعلنى أؤمن بحضارة غيرى و اتبعها تاركا كل تراثى , و لكن اذا اردت فأترك حضارة الآخر له لينتفع بها و يعيش كما يشاء .
و تأتى الى تلك الارض الطيبة و تقرأ تاريخها و تعلم حضارتها و ثقافة شعوبها و طباع اهلها ثم يأتى دورك الاكبر لتكون مصلح و ثائر و قائد فتجدد حضارتنا و تجعلها تشرب أسلوب القرن الجديد و العصر الحديث وهى مرتدية حضارتها الخاصة كاملة مكملة .

فلله درك يا ابو عبدالله يا سيد الشهداء و سبط رسول الله يا امام المجاهدين و الثوار .

كـريم الـراوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق